كلمة الإفتتاح للسيد الوزير

بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين
السادة الوزراء،
السادة النواب و المستشارين،
السادة الولاة،
السادة العمال،
السادة المديرين،
حضرات السيدات والسادة.

يسعدني أن أترأس هذه الجلسة المخصصة لإعطاء الإنطلاقة الفعلية للموقع الإلكتروني الخاص بالجماعات السلالية و الأراضي الجماعية.

إن انعقاد هذه التظاهرة يأتي في ظروف تتميز بالإهتمام المتزايد الذي توليه حكومة صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله و أيده للتواصل مع المواطنين و تفعيلا لمبدأ الحق في الوصول إلى المعلومة الذي كرسه الدستور الجديد للمملكة في الفصل السابع و العشرين.

كما يأتي إعطاء انطلاقة هذا الموقع تتويجا للبرنامج الشامل للتحديث الذي انخرطت فيه مديرية الشؤون القروية بوزارة الداخلية منذ سنة 2003 وذلك من أجل تمكينها من القيام على الوجه الأكمل بمهامها في أفق ادماج الجماعات السلالية في مسلسل التنمية وتثمين أمثل للعقارات الجماعية والحفاظ عليها.

صورة لكلمة السيد الوزير 1

و هكذا عملت هذه الوزارة في إطار تحسين وسائل وأدوات العمل على إحداث نظام معلوماتي مندمج لتسيير الأراضي الجماعية تتوخى منه ضبط و تسريع وثيرة معالجة الملفات بدأ العمل بهذا النظام على الصعيد المركزي لينتقل تدريجيا إلى العمالات و الأقاليم.

وقد مكن هذا النظام من تكوين قاعدة للمعلومات محينة في مجال تدبير أراضي الجموع، و تحسين جودة الخدمات المقدمة. كما مكن من توفير خرائط وإحصائيات على بوابة مديرية الشؤون القروية من شأنها أن تساهم في ترشيد عملية اتخاذ القرار و إضفاء طابع الشفافية والعقلانية على طرق وأساليب التسيير.

حضرات السيدات والسادة.
في إطار تفعيل استراتيجيتها التواصلية و رغبة منها في الإنفتاح على محيطها الخارجي و بغية تعزيز و تطوير التواصل حول الجماعات السلالية و الأراضي الجماعية ومن أجل تقديم الأجوبة عن التساؤلات التي يطرحها كل الفاعلين المهتمين من باحثين و أساتذة جامعيين و مؤسسات حقوقية و جمعيات المجتمع المدني بهذا الموضوع، قامت وزارة الداخلية بصفتها الوصية على الجماعات السلالية و ممتلكاتها بإعداد موقع إلكتروني خاص بالجماعات السلالية والأراضي الجماعية الذي نحن اليوم بصدد إعطاء الإنطلاقة الفعلية له. هذا الموقع الذي من شأنه أن يوفر مجموعة من المعلومات و يقدم عدة خدمات عمومية في هذا المجال بالإضافة إلى مجموعة من الخدمات الأخرى ذات الطابع التفاعلي التي سيعمل هذا الموقع على تقديمها للمستعملين، وسيقدم السيد الوالي الكاتب العام عرضا شاملا و مفصلا عن هذا الموقع.

صورة لكلمة السيد الوزير 2

حضرات السيدات والسادة.
و ينبغي التذكير بهذه المناسبة أن تدبير الممتلكات الجماعية الذي يندرج ضمن اختصاصات هذه الوزارة يرتكز على توجهين رئيسيين يتمثلان فيما يلي:
- تحسين شروط عيش و مستوى مداخيل ذوي الحقوق و ذلك من خلال توظيف عقلاني لمداخيل الجماعات السلالية؛
- تعبئة عقارات الجماعات السلالية للإستجابة لحاجيات الإستثمار، سواء كان مصدرها ذوي الحقوق أنفسهم أو مستثمرين من القطاع العام أو الخاص.

و من أجل تكريس هذا التوجه في إطار سياسة القرب في تدبير الأراضي الجماعية و ما تتسم به من نجاعة و شفافية، و كذا السرعة في اتخاد القرار، فإن هذه الوزارة بدأت في تفعيل ورش يكتسي أهمية خاصة ألا و هو مسلسل اللاتمركز بخصوص تسيير وتدبير الجماعات السلالية و الأراضي الجماعية، حيث أن مصالح الوصاية قد أعدت ميثاقا جديدا لللاتمركز تمت المصادقة عليه أخيرا و ذلك بهدف تفويض بعض اختصاصات الوصاية إلى السادة الولاة و العمال على صعيد العمالات و الأقاليم فيما يخص تسيير الأراضي الجماعية.

كما أن مديرية الشؤون القروية بوزارة الداخلية قد انتهت من وضع مخطط عمل إستراتيجي جديد للسنوات الثلاث المقبلة لوضع أهداف محددة لمخطط العمل و تحديد المحاور الأساسية لمجالات تدخل مصالح الوصاية تكريسا لمبدأ العمل وفق نظام للتدبير مبني على تحقيق أهداف مسطرة في إطار إستراتيجية واضحة المعالم.

صورة لكلمة السيد الوزير 3

حضرات السيدات والسادة.
إن الهدف الأسمى الذي نبتغيه جميعا، يبقى هو أن نجعل من رصيد الجماعات السلالية رافعة للتنمية الإقتصادية و الإجتماعية للمملكة و عامل إدماج لذوي الحقوق في هذه الديناميية، التي تستلهم فلسفتها من التوجهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله و أيده، الذي يولي أهمية خاصة لتحسين ظروف و شروط عيش المواطنين في مختلف ربوع المملكة.

و لي اليقين بأن إعطاء الإنطلاقة لهذا الموقع ستعمل لا محالة على توفير مجموعة من المعلومات عن الجماعات السلالية و الأراضي الجماعية آخدين بجميع ملاحظاتكم و اقتراحاتكم لتحسين مستوى الخدمات المقدمة حتى نكون عند حسن ظنكم.

و قبل أن أختتم كلمتي، لا تفوتني الفرصة، لأخبر الحضور الكريم أن هذه الوزارة بصدد الإعداد لإنجاز موقع إلكتروني عام لوزارة الداخلية، و سيكون لنا موعد إن شاء الله لإعطاء إنطلاقته.

وفقنا الله جميعا لخدمة الصالح العام تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده.

و السلام عليكم و رحمته الله تعالى و بركاته

أعلى الصفحة